الحب العذري

 ما هو الحب العذري ؟ وما هي خصائصه ؟

يعد الحب العذري من الموضوعات الشعرية التي قام كثير من الشعراء بتنظيم الأشعار فيها كما يعد هو لون من ألوان الشعر الذي يعبر

 عن المشاعر التي تمتاز بالطابع الطاهر والعفيف.

ولمعرفة معلومات أكثر عن الحب العذري تابع عزيزي القارئ هذا المقال لأننا سوف نوضح كل ما يتعلق به من تعريفه وخصائصه 

وسبب تسميته بهذا الاسم وأشهر شعراؤه.

الحب العذري

يعتبر هذا النوع من الحب هو:

الحب الطاهر العفيف الذي قام الشعراء بالتغني له كما قاموا بتنظيم العديد من القصائد الغزلية وقد أطلق عليه العديد من المسميات من

 أبرزها الغزل العذري والغزل البدوي.

كما يعد هذا النوع من فنون الغزل والشكل الفني الذي يقوم فيه الشاعر بالتعبير عن المعاناة التي يعانيها مع محبوبته من الأم البعد عن

 محبوبته وحرمانه منهاكما يتصف هذا الحب بالعواطف الصادقة والوفاة لها.

كما يبتعد الشاعر في قصيدته عن وصف جمال محبوبته وذكر محاسنها الجسدية وإنما يركز اهتمامه في ذكر جاذبيتها وجمال نظرتها

 بالإضافة إلى الاهتمام بإبراز مشاعره تجاهها.

كما ينسب هذا اللون من الحب إلى قبيلة عذرة حيث اشتهرت هذه القبيلة بها اللون من الحب ثم انتقل وانتشر بعد ذلك بين القبائل الأخرى.

ومن هذه القبائل التي انتشر بها هذا اللون من الحب قبيلة بني عامر حيث انتشر في هذه القبيلة في أواخر العصر الجاهلي ويرجع ذلك أن

 هذه القبائل كانت تنعم بالغني والترف.

وفي عهد ظهور الإسلام ودخول كثير من الناس فيه تم التأثير على هذا النوع من الحب وذلك بسبب شيوع التقوى والإيمان في نفوس

 الناس ولكن سرعان ما عاد ازدهاره من جديد أثناء العصر الأموي.

حيث كانت الحياة في ذلك العصر يملأها اللهو والغني والرفاهية مما جعل هذا اللون من الغزل يبدأ ازدهاره من جديد.

سبب تسمية الحب العذرى بهذا الاسم؟

يرجع تسمية الحب بهذا الاسم إلى:

قبيلة بني عذرة التي كانت تسكن اليمن ثم بعد تفرق سكانها في البلاد الإسلامية بعد ذلك ومنها بلاد الأندلس حيث نشأ هذا اللون من الحب

 لديهم وارتبط باسمهم.

ويرجع ذلك إلى كثرة عشاق هذه القبيلة الذين كانوا يتميزون بالعفة والفصاحة في الحب ولذلك كانوا يقومون بتنظيم القصائد الغزلية

 الرقيقة في النوع من الحب.

source

 ومن أسباب ارتباط هذا النوع من الحب بهذه القبيلة دون غيرها من القبائل ؟

أن هذه القبيلة كانت تشتهر بجمال نسائها وعفة رجالها كما كانت البيئة ملائمة لظهور هذا النوع من الغزل بالإضافة الي بروز الشاعر

 المخضرم عروة بن حزام من هذه القبيلة إلى يعتبر من ابرز الشعراء البارين في هذا النوع من الحب.

ومن الجدير بالذكر أن هذا المصطلح الذي يطلق على هذا اللون من الحب مصطلحا حديثا وانما كان قديما كان يطلق عليه الغزل العذري

 عند الشعراء.

خصائص الحب العذري

امتاز هذا النوع من الحب بخصائص جعلته يتميز عن غير من أنواع الفنون الأدبية ومن أبرز هذه الخصائص:

الاكتفاء بمحبوبة واحدة:

حيث كان الشاعر العذري يلتزم بمحبوبة واحدة دون غيرها من النساء ثم يجعل كل أشعاره للتغزل بها والتعبير عن مشاعره تجاهها من

 صدق ووفاء وإخلاص لها حتى وان تزوجت غيره يبقي القلب عالقا بها متيما لها.

وحدة الموضوع:

حيث أن جميع القصائد الغزلية في هذا النوع من الحب تبدأ بمقدمة غزلية تعبر عن غزله لمحبوبته كما توضح القصيدة وصف الشاعر 

لعواطفه اتجاه محبوبته بعبارات متناسقة تحتوي على أسلوب تعبيري يمتاز بالجمال.

ثم يلي هذه المقدمة في الغالب البكاء على الأطلال والحزن على فراق ورحيل محبوبته.

العفة والطهارة:

اتصف الشعر العذري بالعفة التي جعلته لا يذكر جسد محبوبته كما كان يبتعد عن ذكر محاسنها في أشعاره حيث كانت غاية الشاعر من 

شعره في الحب هي الشهوة الروحية التي كانت تفوق الشهوة الجسدية.

الحزن والتشاؤم:

غلبت النزعة التشاؤمية في أشعار الحب حيث كان الشاعر يقوم بوصف أحزانه والآلامه عند رحيل محبوبته فقد كان يمضي أيامه

 بعدها رحالا كما كان يقوم بتنظيم شعره الحزين الذي كان يعبر عن بكائه على الأطلال.

الديمومة والاستمرار:

حيث أن هذا النوع من الحب لا ينتهي ويفني الا بموت المحب نفسه وفنائه حيث يعتبر الحب حبا صادقا يعيش بين ثنايا القلب.

أشهر شعراء الحب العذري

جميل بثينة:

هو جميل بن معمر العذري الذي كان يكني بأبي عمرو وكان هذا الشاعر من قبيلة عذرة ويعد من أبرز شعراء العصر الأموي.

الذي اتصف في ذلك الوقت بالفصاحة في أشعاره، كما كان من عشاق العرب المعروفين.

ويرجع تسميته بهذا الاسم أنه أحب فتاة من فتيات قبيلته كانت تسمي بثينة وهام بعشقها منذ صغره وقد قال فيها كثير من القصائد

 الشعرية.

ومن شدة حبه لها قد قام بالطلب من أبيها أن يزوجه إياها ولن رفض أباها تزوجيه منها خوفا من الفضيحة والعار.

حيث كان عند العرب انه من العار أن يقومون بتزويج أبنائهم ممن وقع في حبهن وقام بتزويجها من رجل آخر غيره.

ورغم ذلك لم يمتنع جميل عن تنظيم الشعر فيها ولكنه استمر في إلقاء القصائد التي تبين حزنه وبكائه على فراقها.

قيس بن الملوح:

سمي قيس بمجنون ليلي حيث احبها حبا شديد وقد كانت ليلي ابة عم قيس وقد تربا معا في بيئة واحدة حيث كان يقومان برعي المواشي

 مع بعضهما البعض في بيئة نجد.

مما جعل قيس يقع في حبها ويهيم بها وعندما أراد الزواج منها قام أباها برفضه.

وقد كامن هذا الرفض طبيعيا طبقا لعادات العرب الجاهلية في ذلك الوقت وقد ذكر في التاريخ أقوالا أخرى منها أن سبب رفضه له هو

 وقوع خلاف بين والد قيس ووالد ليلي بسبب الميراث.

وقد صادف في ذلك الوقت أن رجلا غنيا من قبيلة ثقيف قد تقدم لخطبة ليلي فوافق والدها علي هذه الخطبة بل اجبرها علي الزواج منه.

ثم انتقلت ليلي بعد ذلك إلى الطائف بعيدا عن قيس وعندما علم قيس بهذا الأمر لم يحتمل الأمر، مما جعله يفقد عقله وهام في صحاري

 الشام ونجد والحجاز يلقي في ليلي وكان يتغنى بحبه لها مما جعل الناس يلقبونه بمجنون ليلي.

قيس بن ذريح:

يعد قيس بن ذريح هو أخ للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالرضاعة وقد كان من قبيلة كنانة.

كما كان يعد من أبرز عشاق العرب المشهورين بالحب العذري حيث اشتهر بحبه الشديد للبني الكعبية التي من شدة حبه لها وحبها لهه

 كان يلقب باسمها.

وعندما وصل الأمر إلى أبيها منع زواجهما إلا أن الإمام الحسين قام بالتوسط لهم مما جعل أبيها يقبل زواجهما حتي تزوجا بالفعل إلا

 انهما لم يرزقهما ربها بأبناء مما جعل ذريح يجبر قيسا ابنه علي تطليقها.

مما أثر ذلك في نفس قيسا مما جعله يفقد صوابه واستمر يعيش في عذاب العاقين إلى أن وفاتها المنية ثم لحق بها قيس بعد فترة قليلة من

 وفاتها ودفن بجوارها.

ختاما نرجو أن نكون قد تناولنا موضوع الحب العذري بطريقة سهلة حتى يسهل على القارئ التعرف عليه وعلى خصائصه وأشهر

 شعراؤه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامات الإعجاب في علم النفس

كيف يكون لديك عائلة سعيدة؟